کد مطلب:239467 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:140

و الرشید أیضا کان فی قلق
بل لقد صرح الرشید نفسه بأنه كان یخشی من الأمین علی المأمون ؛ فانه قال لزبیدة، عندما عاتبته علی اعطائه الكراع و السلاح للمأمون : « انا نتخوف ابنك علی عبدالله، و لا نتخوف عبدالله علی ابنك ان بویع .. » [1] .

هذا بالاضافة الی تصریحات الرشید السابقة، و التی لا نری حاجة الی اعادتها ..

و لقد قال الرشید، عندما بلغه ما یتهدد به محمد الأمین :



محمد لا تظلم أخاك فانه

علیك یعود البغی ان كنت باغیا



و لا تعجلن الدهر فیه فانه

اذا مال بالأقوام لم یبق باقیا [2] .



و مهما یكن من أمر، فان الحقیقة التی لا یمكن الجدال فیها، هی أن الرشید كان فی قضیة ولایة العهد مغلوبا علی أمره، من مختلف الجهات .. و كان یشعر أن ما أبرمه سوف یكون عرضة للانتقاض بین لحظة و أخری، و كم كان یؤلمه شعوره هذا، ویحز فی نفسه .. حتی لقد ترجم مشاعره هذه شعرا فقال :



[ صفحه 166]





لقد بأن وجه الرأی لی غیر أننی

غلبت علی الأمر الذی كان أحزما



و كیف یرد الدر فی الضرع بعدما

توزع حتی صار نهبا مقسما



أخاف التواء الأمر بعد استوائه

و أن ینقض الحبل الذی كان أبرما [3] .




[1] مروج الذهب ج 3 ص 353 . و لعله انما فعل ذلك أيضا، من أجل أن يطيب خاطر المأمون، و يذهب ما في نفسه - و هو الأفضل، و الأكبر سنا من أخيه - من غل و حقد و ضغينة.

[2] ابن بدرون في شرح قصيدة ابن عبدون ص 245، و فوات الوفيات ج 2 ص 269.

[3] ابن بدرون أيضا ص 245، و زهر الآداب، طبع دار الحيل ج 2 ص 581، و فوات الوفيات ج 2 ص 269.